ريالي ام برشلوني

لفت انتباهنا بينما كنا انا وصديقي نتناول بعض المثلجات

في إحدى شوارع بغداد الجميلة شباب يتغنون ويرقصون

فرحا وطربا بسبب فوز الريال يوم أمس على برشلونة

فألتفت صديقي إلي سائلا وباللهجة العراقية الدارجة ( هذوله مو بطرانين )

ابتسمت له وأجبته بكل تواضع لا ياصديقي أنهم ... سحرة ...

نظر لي والاستغراب يعلوا وجهه سحرة ... كيف ... ؟؟

صدقني القول يا صديقي سوف تجد فيهم من مشجعي برشلونه أكثر من الريال ...

ولكنهم يحبون ان يخرجوا من الكبت الذي بداخلهم ...

ضحك وسألني ما بالك صديقي اليوم تقول أشياء غير معقولة ...

صديقي إن العراقيين اليوم هم أكثر شعوب العالم يستعملون السحر وينفذوه ...

انظر الى كل الذين يمشون بهذا الشارع الجميل ...

واشر لي الى شخص واحد من بينهم ليس بقلبه وجع أو الم أو فراق لشخص أحبه

وهو يمارس طقوس الحياة بطريقة عادية ...

انظر الى صاحب المحل هذا الذي نقف عنده ...

أعاد تصميمه وجمله حين وضعوا له عبوة ناسفة قبل عدة شهور

انظر الى نفسك أنت بالمرءات ... ؟؟

وكيف تغطي حزن أخوك الشهيد الذي حملت أشلاءه بيديك ...

انظر الي انا بعد ان خطف والدي وحدث ما حدث ...

ونحن نمارس الحياة نضحك أحيانا ونلهو ...

ونحن في داخل كل واحد منا حزن يهز العالم برمته ...

أليس نحن العراقيين سحرة يا صديقي ... ؟؟

حين نخفي كل هذه الأمور عن غيرنا ...

نفرح ونغني وأحيانا نرقص ...

أخذني الى حضنه وعانقني بقوة ...

ثم قال لي انك لست بساحر ماهر ... ؟؟

لان دمعة من عينيك نزلت ...